Friday, January 30, 2009

الجزء الثامن - امرأه من شفشاون



التعود على وجود شخص ما في حياتنا صعب
والاصعب هو رحيله.. او سفره ايا كان لايهم
فكلهم مؤدي للفقد
يومي الاول بعد سفره كان متعب جدا و مرهق لاني لم انم ليلتها
وبعد يوم
رن هاتف عملي ..
انا: صباح الخير..كيف لي مساعدتك؟
هو:اريد من وقتك ((العمر كله)) فهل لي بعمرك؟؟
صرخت بفزع ومفاجأه لسماع صوته :صباحك عمري
وان كنت تريد عمري السابق


اين انت؟ و كيف انت؟ و متى وصلت؟ و كيف وصلت؟
وهل نمت جيدا؟ هل انت سعيد؟؟ اشتقت الي؟؟
هو: انا بخير والحمدلله خرجت منك و ذهب المطار و اخذت طائرتي و حين وصلت كانوا اهلي باستقبالي.. و ما ان اصبحت الصبح اتصلت عليك
اما سؤالك عن الاشتياق اتركه لحين رؤيتك..

انا: لحظه واحده اسجل رقمك في الكويت فانا لا اعرفه ولم اتذكر طلبه منك
..حتى اتصل متى ماشأت ولا انتظر اتصالك
هو:من اين ستتصلين؟ لا اريد ان اكلف عليك
سأحدثك كل يوم في الوقت الذي تريدين
انا: سأتصل من هنا الفندق...
هو: انت تعلمين اني هنا في الكويت بين اهلي .. و ليس لدي هاتف خاص سوى في العمل و انا لا اذهب للعمل.. انتظريني كل يوم في هذا الوقت سأتصل عليك و لا اتأخر ..
انا : حسنا ..اذا حدثني كيف هو يومك بدوني؟
هو: انا لا اعد عمري بعيد عنك..
انا: سألتك عن يومك وليس عني و عنك..
هو: يومي بسيط .. سأذهب اليوم لبيت عمي للغداء هناك و من ثم رؤيه اصحابي..
لا شي مهم.. كتبتي لي شي بالامس؟
انا : لأ لم استطع كنت تعبه جدا..ولكن اعدك باني سأكتب..
هو: احفظيها لحين عودتي..
انا: حسنا.. سأفعل..
هو: اتركك الان .. كوني بخير
انا: وانت كذلك..قبلاتي ..مع السلامه

ومرت الايام ولاشي يذكر بدونه
اذهب لعملي و القهوه و اعود ليلا لأكتب له و اخلد للنوم..
وفي عطله نهايه الاسبوع اقضي يومي مع صحبتي العرب..
حتى جاء وقت عوده جاسم .. كنت في حاله استنفار مع الزمن..
الوقت لا يسعني ابدا لعمل شي و على الرغم من حرصه للوصول يوم الجمعه مساءا حتى نقضي عطله نهايه الاسبوع معا...ولكن الوقت صديق خائن..
استطعت ترتيب منزله.. وتجهيزه بالكامل.. احضرت فيلم عربي لقضاء السهره..واعددت طعام مغربي ولبست له قفطان
مغربي ولونت المكان بلوني ..وكل شي كان له معنى واحد ..اني مهتمه بك كثيرا..

وصل جاسم و ووصلت معه روحي واخذنا عهدا على انفسنا بان لا نترك بعض ابدا و ان لا يفرقنا شي..
أروع في ما هذا الوجود احساس بأن رغباتك لها شخص يريد تنفيذها و يرغب بها هو أكثر..احساس الرغبه واحساس انك مرغوب و هناك شخص يقاتل الدنيا من اجلك هو اجمل احساس..
وفعلا مرت الايام بنا في باريس و ديجون و قهوتي
كل شي جميل..وكان جاسم يذهب و يعود للكويت
في عودات خاطفه لا تطول اكثر من اسبوع لتسليم جزء من اطروحاته او لمناسبه وفاه
مر عمري سريعا مع هذا الرجل وكل يوم لنا به حدث
مرت السنين بنا الان واصبحنا في سنتنا الثالثه وكأني فقط بالامس عرفته

ولكن حدث اليوم شي لا ينسى سيسجل في تاريخ العالم العربي..
كنت في المقهى.. واذ به يدخل مفزوعا..ويصرخ..:انور السادات اغتيل..
انور السادات اغتيل..فتحنا المذياع..لاشي يذكر عن اغتيال انور السادات..وجلسنا ننتظر بحرقه اي شي عن اغتياله حتى اخبار الساعه السابعه مساءا وسمعنا بالخبر جمله و تفصيل
لم نكن نريد التصديق يغتال قائد امه عربيه كمصر .. يغتال بهذا الغدر و السهوله العرب هنا في فرنسا مابين مؤيد و معارض ..ولكن كلنا يجعنا الفزع ..سهرنا يومها مع اصحابنا في منزل اسره ناصر السعودي وجلسنا حتى فجر اليوم الثاني .. لا نعلم ماذا سيحل بامتنا العربيه بقوميتنا بوجودنا
تابعنا التلفاز و الاخبار و كان محور حديثنا لمده شهر كامل هو عمليه الاغتيال و ماذا سيحدث في مصر و حال استقرارنا كدول عربيه ..
استمرار عروبتنا دعم لنا .. دمائنا انتمائنا وجودنا كصف واحد
لا يشعر به اي شخص يعيش مرتاح في بلده ..ولكن نحسه نحن من ابتعدنا عن بلادنا..


تعودنا السهر مع اصحابنا واسرهم.. وكنا في كل مره نزيد قربا و تعارفنا
ولكن الشي الذي لم اغيره ولا احبه وجود زوجه ناصر بيننا لانها لاتفتؤ
تكرهني بجميع وسائل الكره من نظرات و كلمات وانا اصدها مره و اسكت عنها مره اخرى ..هي دائما تعاملني بتعالي...وكنت دائما اذهب لجاسم شاكيه عنها .. حتى قال لي في مره ..: مريم انا لا احب التكلم في اعراض الناس ولا احب اذكر شي كهذا لكن عندما تكونين مع تلك المرأه اعلمني انك اصدق و احسن منها بلميون مره هي امرأه تتعالى عليك كونها لها الحق في تملك زوجها لانه زوجها وهي تنظر لك كعشيقه لي.. لتغطي احساس النقص فيها .. هل تعتقدين بانني انسان سيئ لدرجه اني اجعل من الناس حولي يقللون من شأن المرأه التي احب؟؟ ابدا ولكن لاني استحقرها هي زوجه وصلت زوجها الى هذا المكان لبيعها جسدها و هي امرأه متزوجه انتي لا تعرفين حقيقتها ولكن نحن من بيئه واحده و كلنا هنا في فرنسا يعلم من هي و ماهي حقيقتها.. امرأه كهذه لا تجعليها سبب في تعاسه لك او هز ثقتك بنفسك ولا تعطيها الفرصه بان تغطي نقصها فيك..انت حبيبتي نعم و لست بزوجتي نعم ولكن اكثر انسانه في هذا الوجود اخلصت لي واخلصت لوجودي و الشي الذي يجعلها تحترق اني قلت لناصر بان يؤجل موعد سفره بسبب زواجنا ..

انا: زواجنا؟
هو:نعم زواجنا!
انا: لم تفاتحني يوم بموضوع زواجنا؟
هو:الديك اعتراض؟
انا: الامر ليس بالاعتراض الامر بالفكره
هو: موضوع زواجي بك فكره برأسي منذ ان استقبتلك في محطه القطار وكنتي عائده من مارسيلنا ولكن كنت انتظر الوقت المناسب و انت تعلمين باني سأنهي الدكتوراه قريبا و كنت اذهب للكويت لترتيب مسأله زواجنا.. التي لا اريد تأجيلها اكثر..

كل شي سكن الان بداخلي وارتاح ..احساس بالاستقرار لفكره زواجي بجاسم

احببته اكثر فاكثر..وصار الجوى ود و عشق ..اذا سأذهب مع جاسم للكويت بعد انتهائه من رسالته.. هذا يعني انه خلال شهرين او اكثر او اقل سأكون زوج له


هاتفني جاسم في عملي و قال ان عليه الذهاب الى ديجون ليوم واحد لاستلام فصل من بحثه و سألته ايمكنه تأجيل السفر لعطله نهايه الاسبوع و قال لا يمكن .. وذهب هو و تذكرت ان علي الاتصال على ناصر لاعتذر له على دعوته للعشاء لان جاسم ذهب لديجون و لكن لم يرد علي احد.. فاضطررت ان اذهب وحدي و ليتني لم افعل...


وصلت و كانت نوره زوجه ناصر باستقبالي و قالت ان ناصر لم يصل بعد..وسألتني عن جاسم و قلت لها انه يعتذر لان ذهب الى ديجون و سيعود غدا .. ومن دون مقدمات سألتني : صحيح ما سمعنا ؟ زواجك بجاسم قريب؟؟
وبنشوه فرح انستني من هي تلك المرأه قلت لها : نعم صحيح و ستكونين انتي و ناصر اول الحضور..
هي: فكرتي جيدا؟ قررتي؟
انا : طبعا اكيد جاسم هو رجل حياتي و هو كل ما اريد..
هي: كيف لك ان تبني سعادتك على تعاسه الاخرين؟
لم افهم ما قالت و لماذا قالت لي هذا الكلام كيف ابني سعادتي على تعاسه الاخرين ..اتقصد اهل جاسم كوني مغربيه و كونهم يريدون بنت كويتيه له لم اقل شي و جلست افكر في تلك اللحظات ولكن لم اكمل اللحظه حتى صحوت و قلت: اي تعاسه تقصدين؟
هي: تعاسه بيته و زوجته و ابنائه !!!

لم اعيي ابدا ما قالت و لم احس ابدا في نفسي
شعرت فقط بدوران الدنيا و بضيق تنفس قاتل
شعرت بالغدر و الخيانه شعرت بالتكسير و التحطيم
شعرت باني مخدوعه شعرت باني اريد ان اصحوا من النوم حتى اعلم ان ما سمعته هو فقط كابوس!
لا اذكر باقي حديثي معها و ماذا قلت لها كل ما اذكر اني حملت اشيائي وعدت لمنزلي ماشيه
ضللت الطرقات ولا يهم
فطريق حياتي ضل
!

لماذا صدقت تلك المرأه؟
لماذا بكيت ؟
لماذا احترق انا الان
جلست على رصيف شارع لم اعرفه مسكت انارته و اهزها باكيه مرميه برأسي عليها و كأني اريد رمي همومي و استرجي تلك الاناره ان تقول لي ان ما سمعت هو كذبه و ان تنشق الارض و يخرج لي جاسم و يقول ان ما قالته تلك المرأه كذب ولكن لا الارض انشقت و لا زواجه كان كذبه

عدت للبيت و اخذت حمام دافي غسلت به وجه ملطخ بكحل اسود كسواد قلب رجل خدعني و كسرني

جلست على درج منزلي
اشم هواء نقي وادخن سيجاره حرقتها احتراقا على قلبي
جلست هكذا ابكي ولم اشعر بالبرد ولا شعرت بالساعه تمر حتى شقت الشمس سماء مغيمه بهمومي و سواد ليلي..
لم اكن استطيع الذهاب الى العمل ولكن لا اريد مواجهته ولا الحديث معه و خفت ان يصل و اراه او يأتي لاخذي من العمل..
فكرت ماذا افعل و طرت لي فكره لابأس بها..اتصلت على صاحب القهوه و اعتذرت عن حضوري هذا الاسبوع و اتصلت بعملي و طلبت تصريح باجازه ..
واخذت حقيبتي وذهب للسفر بعيدا عن باريس وبعيدا عنه

و تركت له رساله على باب منزلي

"جاسم كنت دائما اقول لك لا تخوني اذا عدت الى الكويت ولم اكن اعلم ابدا اني انا الخيانه ذاتها؟؟ كيف تجعل من امرأه احبتك بهذا القدر خيانه كيف تفعل هذا بي و بك
جاسم اتعلم مراره و حرقه عذابي عندما اعلم بالصدفه انك متزوج و اب لابناء و اني هنا 3 سنوات معك كنت في خديعه و كذبه ؟

منذ 18 ساعه و انا اسأل نفسي لماذا؟ و لما ؟ و كيف ؟ و متى
وجلست اربط الاحداث و اربط الكلام و استرجعت شريطي حياتي معك
لاجيب على اسأله كثيره كانت عندي

لا اريد جواب لسؤالي .. ولا اريد منك شي بعد اليوم
جاسم قبل ان اذهب اريد ان اقول لك حقيقه كنت دائما اصرحها لنفسي
واقول لها هذا الرجل سأقبل ان اكون له زوجه رابعه مادمت ساكون له ليس من المهم الاولى او العاشره مادمت انا في تاريخه

شكرا لك على عمري الذي ضاع بكذبه منك



تركت له هذه الرساله و ذهبت لمحطه القطار





يتبع

Monday, January 26, 2009

الجزء السابع- امرأه من شفشاون

علمني جاسم حل المعادله الصعبه للحب
كلما سألت الحب اكثر كلما خسرت اكثر
فالحب عند جاسم شي لا يمكن توقعه

هو معطاء لاقصى درجه ولكن ليس لانه فقط يحبني
ولكن لانه اساسا شخص لا يستطيع ان لايعطي
هو شخص عندما يحب يمنح كل مالديه من مشاعر و تضحيات
لم اعرف تلك الحقائق عن جاسم الا بعد معرفتي به
و مرت علينا الايام وقربتنا اكثر فاكثر
ومرت علينا المناسبات الكثيره التي عشناها معا..
وايام روتينيه ايضا


وذات يوم عند عودتي للمنزل بعد عملي الذي اخذ مني كل طاقتي
افتح الباب و اسمعه يغني بكل اندماج وهو يعد لنا العشاء


لم و لن انسى كلماته و عذوبه صوته
وألمه حين كان يردد تلك الكلمات


لقيتج في ثواني
طارت بي الفرحه طارت طارت مدري ليش مدري ليش
زانت لي الدنيا زانت مدري ليش مدري ليش
وتمنيت لو وقتي نساني
آه تمنيت لو قتي نساني تمنيت
وانجبرت اعترفلج
وانجبرت اعترفلج


ذهب اليه مسرعه
واخذته بحضني
اخذني بكل ولهه
وألم
عرفت عندها ان المرأه تحضن الرجل من شده الوله
و الرجل يحضن المرأه حتى ينزف ألمه مع شده احتضانه
فهو لم يكن يحضنني
كان و كأنه يعصرني
ولديه زفره في طرد همه يترجمها بقوه شده
واعتصاره لي
عصرني وهمس في اذني مقتبسا كلمات الاغنيه التي كان يشدو بها


صدقيني ما اتحسف على يوم عرفتج
لو يردلي الوقت مثل ماكان احبج
احبج
احبج
وبلا شعور منه
غنى باعلى صوته محركا يديه رافعا كتفه


تعلمت يكفي ماتعلمت
و تألمت في مافيه الكفايه


اخذ وشاحي من رقبتي و لفه علينا
وسكن في صدري لثواني معدوده
انا اعلم ان للرومانسيه شروط في نظر الكل
وتتنافى وجود الرومانسيه في مكان مثل المطبخ
لاسيما وقت اعداد الطعام نتيجه الروائح المنبعثه منها
ولكن هل لكم ان تتخيلوا معي ان اصدق لحظات الحب الرومانسيه التي عشتها
هنا في هذا المكان البسيط
مطبخي
غرفه جلوسي
ورائحه الزعفران التي تملئ المكان
ونافذه مفتوحه تسمح لهواء عليل بمشاركتنا
ورذاذ مطر غسل قلوبنا بصوته

وجلسنا على مائده العشاء نتبادل اخبار جدول يومنا
و كنت اظن ان الزمان نساني هنا
او تصالح معي بجاسم
ومرت الايام السعيده كلمح البصر
سريعه جدا هي الحياه في لحظاتها الحلوة
كل ما كنت اتمنى بحياتي وجدته هنا
رجل
بيت
حب
لحظات سعيده


وجاء موعد سفره لقضاء عطله الصيف في الكويت
ألحيت عليه عدم العوده
والجلوس معي
انا: جاسم استحلفك بالله لا تتركني فمن لي هنا غيرك
هو: يجب ان اعود لقضاء اجازتي هناك بين اهلي
فانت تعلمين ان والدتي تلح علي و كذلك اختي لا يمر يوم الا وتسألني العوده
واسأله : وانا ..؟؟
هو: انت كل الدنيا ..انتي دنيتي الوحيده ..انا ليس لي قرار في اختيار اهلي
او الاختيار بان اكون جزء من حياتهم ولكن انتي اختياري الوحيد
اعلمي علم اليقين على الرغم من انني لم اعرفك الا من سنه واحده فقط ولكني اشعر انك معي منذ ان انولدت .. و فعلا في قراره نفسي اتمنى يوميا لو كنت اعرفك من سنين ...
اعلمي اني لاول مره في حياتي رميت بها همومي كان على صدرك
ولاول مره استمتعت بها كرجل كان على سريرك
واني عرفت من اكون و فعلت ما اريد معك انت فقط
هذا يمنحك تصدر ذاكرتي و تصدر تاريخ شبابي
واحلى ايامي
وما الرجل الا ذكريات شبابه


انا: سأنتظر عودتك على احر من الجمر ارجو ان لا تتأخر علي
ولا تنسيك كويتك باريسي..


و في الايام الاخيره قبل السفر اصريت عليه ان لا تطول مده الاجازه

و ان يعود لي في اسرع وقت ممكن و كنت أسترجيه بكاءا
وقبل سفره بيوم خرجنا للسهر مع اصحابنا في مطعم شرقي
اصحاب فرنسين من اصول لبنانيه ..
غايه هم في الرحابه و الذوق
اسره صغيره تتكون من ام واب و جده "هي ام الاب"
و ابنه واحده صغيره
كنا في قمه استمتاعنا بالسهره
واذا به شخص يصل مع زوجته
ارتبك جاسم
و اول مرة اراه يضطرب هكذا
وقف جاسم مصافحا صديقه ناصر و زوجته
و رحب بهم و طلب منهم التفضل بالجلوس معنا ..
ولكن اعتذر ناصر بأدب و ذهب يجلس في طاوله اخرى قريبه منا
كانت نظرات زوجته ابدا غير مريحه
نظرات تدل على اشمئزازها او تحقيرها ..


ناصر شاب سعودي غايه في الطيبه يدرس في جامعه السيربون
و اتى هنا مع زوجته ..على الرغم من التودد الذي كان يبديه ناصر

على العكس منه تماما تلك الزوجه الصارخه بنظراتها

تجاهلتها فانا اعلم ما يدور برأسها
هم هكذا دائما النساء
يزحف رجالهم للتقرب الينا و بعدها يقع علينا نحن العتب


مسكت يد جاسم وهمست في اذنه : لماذا تنظر الي هكذا
جاسم: لا عليك ..مأكد انها غارت
انا: ولماذا تغار مني
هو: اتسأليني ؟ اعتقد انك اعلم مني بجاملك..
ابتسمت و قبل يدي
وفي طريق عودتنا ..
كنت افكر
فقد اختلطت علي المشاعر
غصات انين من وداع لا اريده
وألم لفراق بدأ يتسللني قبل موعده
وانا بين ألمي وولهي و نظرات تلك المرأه
و ارتباك جاسم
قاطعت افكاري و سألته : جاسم لماذا لا اعرف اصحابك من دول الخليج؟
التفت علي و نظرني باستغراب و كأنه يعلم ان هذا اليوم قادم
فمؤكد انه حضر نفسه لمثل تلك الاسأله
جاوبني : انا رجل غيور ولا اريد لاصحابي التعرف عليك
انا: ولماذا ؟؟؟
هو: مارأيك بتأجيل الاسئله لحين عودتي من الكويت
انا: ليس عندي من الصبر لانتظار شهر حتى تجيب
نظر لي رافعا احد حاجبيه وقال:..شهرين و ليس شهر ..


ووصلنا لمنزل جاسم
وسهرنا حتى موعد ذهابه

ورفض ان اوصله للمطار
واثر الذهاب مع سائق الاجره
وترك لي مفاتيحه
ذهب جاسم للكويت
واخذ معه
نفسه
وحقيبته
ووشاحي
وقلبي الذي اودعته عنده..


قبل رأسي
ولم ابكي امامه


هو: اكتبي لي كل يوم رساله و اتركيها بالدرج حتى اعود واعرف ما فعلتي
انا:سأكتب لك العمر كله حتى تعود


يتبع

Friday, January 23, 2009

الجزء السادس - امرأه من شفشاون


وصلت مارسيليا دون ما اشعر بالوقت
مارسيليا تلك المنطقه المكتظه بالسكان
او بمعنى أصح مكتظه بأهل المغرب
عندما تحط رحالك في مارسيليا للوهله الاولى تشعر انك في بلد تلونت بصبغه عربيه
تشعر حقيقه انك في المغرب
او سائح فرنسي في المغرب
و من المفترض ان يكون العكس صحيح
لانها بلد فرنسيه
مارسيليا لها عبق خاص
تلك الكنائس العتيقه
و البحر
والجو اكثر دفئا من الشمال في باريس
استقبلتني صديقتي تالا
و زوجها طه باستقبال حار
واخذوني لمنزلهم المتواضع
كل شي يتسم بالبساطه هنا
المكان
الناس
المنزل
وحتى الطعام
واروع ما في منزل تالا
نافورة المياه البسيطه
لها هدير
ينزف بهمومي مع كل قطره تتسرب
تالا تلك الصديقه المخلصه
او بمعنى اخر تلك الصديقه الوحيده
هي من سبقتني لفرنسا
سافرت ومعها حلم الارتباط
والتحرر من قيود المغرب او عبودتيها
ولها ما ارادت تزوجت برجل بسيط جدا
ولكن ما يميز طه انه يعرف بماضيها
ولم يعترض عليه
لذا ستعيش مطمئنه العمر كله لا تخاف من غدر الزمان بها
الحياه روتينيه
نصحو الصباح
نعد الافطار و يذهب زوج تالا لعمله و يأتي اخر النهار
نكون نحن استمتعنا بالجلوس معنا
عند النافوره نشرب القهوه
و نعد طعام الغداء
ونذهب نتمشى في المنطقه
والتسوق معا
ونسهر عند الجيران
او نخرج للعشاء
او نسهر وحدنا في المنزل
بصحبه اغاني ورده
او مطربه جديده تدعى مياده الحناوي
مع عشاء بسيط
السفر سائحا في منطقه كمارسليا يعني انك حتما ستستمع
دور العرض المسرحيه
والسينمائيه
والفن العربي الممزوج بالفرنسي
كل شي يؤكد لك التحام الحضارات
مرت الايام سريعا هنا في مارسيليا
حاولت جاهده تالا ان ترتب لي مسأله الارتباط باحد اصحاب طه
ولكن لم تنجح خططها
لم تنحج لاني انا لا اريدها ان تنجج
او كنت مشغوله جدا بافكاري في ذلك الرجل
الذي التقيته
لا اعلم هل سأراه مجددا
ام هو لقاء عابر
لقاء محطات الحياه
و قبل عودتي بيوم الى باريس
رن الهاتف
تحدثت تالا
و سألتني:
اتعرفين شخص يدعى جاسم
يستأذن محادثتك؟
اخذت الهاتف بكل هدوء حتى لا تفضحني رفرفه جسدي المتراقص
هو: كيف هي مارسيليا..او كيف انتي ؟
انا : انا ام مارسليا حدد؟
هو: انتي طبعا
انا: انا سعيده جدا هنا ..كل شي اكثر من رائع وانت كيف حالك؟
و: بخير الحمدلله ..عدت لباريس وسألت عنك في المقهى ...واعطاني احدهم
رقمك في مارسليا ...لذا اتصلت للاطمئنان عليك ..
انا : اتصالك مفاجأه ولكني عرفت منذ اللحظه الاولى
انك ستملئني بالمفاجآت
هو: متى ستعودين ؟
انا: غدا
هو : سأكون بانتظارك غدا في محطه القطار
مريم ماذا ستفعلين في اخر ليله لك في مارسيليا؟
انا: سأنام باكرا حتى يأتي غدا لاراك ..
هو: انتي مبهره في تفاصيل ردودك
انا: انت رجل بلا حدود
هو: سأنتظرك لا تتأخري
انا: اسلوبك به من الثقه اللامحدوده
هو: اسلوبي واضح وبسيط واين اللامحدود به؟
انا : انتظارك لي في محطه القطار
هو: فعلت هذا الشي لأنك تريدينه و تنتظرينه مني
اانا: كيف!؟ و متى صرحت بهذا الشي؟
هو: عيناك في محطه القطار وانت تراقبين المحبين
انا: أكنت بكل هذا الوضوح؟
هو: واكثر من ذلك
انا: اذا سأكون انا بانتظارك
هو: لا تتأخري
انا: لماذا؟
هو: البرد قارص في محطه القطار


اقفلت الهاتف وابدا لم اتخيل يوما ان افكاري و احلامي تتحقق
كنت افكر فيه ..ورن الهاتف ..و ليس هذا فقط
بل ينتظرني هناك في محطه القطار

أغداً ألقاك..... يا خوف فؤادي من غدٍ
الشوقي وإحتراقي... في إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا... وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن........ هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به.. حين استجابا
هكذا أحتمل العمر........... نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلبـاً مسه الشوق . .. فذابا
أغداً ألقاك؟

ودعت تالا و اسرتها
وذهبت
ولأول مره في حياتي
يكون لي احد لاعود من اجله
ويكون احد بانتظاري
ويكون هناك شي معد خصيصا لي
ركبت القطار
ولكن هناك فرق بين الذهاب و العوده
كان الذهاب جميل جدا
و مر كلمح البصر
بعكس العوده لاني كنت اريد الوصل اليه
نعم اريد الوصول اليه
باقصى سرعه
الانتظار للوصول شي صعب جدا
وصرت افكير فيه طوال الرحله
هو
ولقائي العابر
و مكالمته الهاتفيه
هذا الرجل ماذا يريد مني؟
ايعقل انه اعجب بي؟
ولماذا لا يعجب
ام ان ملل الغربه دعاه للتعرف علي
ممممم لا لا لا لا اظن
لوكان ملل الغربه ما اتصل علي
انتظرني حتى اعود
لا اعلم ماذا يفكر في قراره نفسه
ولكني لا اريد التفكير ابدا
سأجعل الايام تفكر و تقرر بدلا مني
و سأعيش متعه اللحظه
سأترك له عنان حبل قاربي
يبحر بي اين ما اراد

وصلت اخيرا
وهاهو واقف بانتظاري
اكان بهذا الطول يوم رأيته
ام الرؤيه اختلفت الان؟

جائني مصافحا..
قبلته على وجنيته
ابتسم و تذكرت وقتها اختلاف المجتماعات
اخذ حقيبتني عني ..
هو: كيف هي الرحله؟
انا : انا بخير الحمدلله اشكرك كثيرا على سؤالك عن راحتي بالرحله
هو: ((مقهقها)) لم اسألك عن حالك بل سألت عن الرحله .
انا: اعلم ولكني سألت انا عن نفسي ..
اخذني بسيارته البيتلز
و وصفت له اين اسكن و دللته الطرق المختصره
و كنت طوال الطريق احدثته عن مارسليا و كيف هي
و انبهاري بها و بصديقتي وزوجها و الكنائس و ابداع العماره هناك
كان يستمع لي بكل جوارحه
عندنا اتكلم اعلم جيدا ان كان مهتم لسماعي
و كان يسألني عن ادق التفاصيل اعرف من خلالها مدى اهتمامه و انصاته

وقبل وصولنا لمسكني سألني
هو: مريم الا تشعرين بالجوع؟
انا : لأ لماذا ؟
هو:حتى نأكل معا لان الوقت مازال مبكرا على النوم
انا: حسنا فلنجلس بمطعم قريب من منزلي

حطت رحالي ووصلت منزلي اخيرا
هو: حمدلله على السلامه
انا : الله يسلمك
دخلنا مكاني المتواضع
واحمد ربي كثيرا على تلك الجاره
قامت بترتيب شقتي
و تهذيبها بعد عمليه الانفجار و الفوضي الذي قمت به قبل سفري
كان جاسم بنظر لمكاني
غرفتي
وكل تفاصيل مسكني
ايريد اخذ انطباع عن شخصيتي؟
كل شي يملئه اللون الابيض
و التطريزات اليدويه
و على الحائط صور كثيره
وقف امام لوحه يتأملها
صوره غريبه نوعا ما
سألني : مريم ما تلك الصوره
انا: مسيره
باستغراب علق ..ماذا؟
انا : هي صوره للمسيره الخضراء في المغرب
الم تسمع قبل 4 سنوات عن المسيره الخضراء في المغرب؟
هو: لأ ابدا
انا: هي مسيره التحدي.. ومسيره المطالبه..مسيره الحريه
المسيرة الخضراء أظهرت للعالم بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية, إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد
حيث سار350 ألف مغربي ومغربية, بنظام وانتظام صوب الأقاليم الجنوبية للمملكة لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني مسلحين بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه, أظهر للعالم أجمع صلابة المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وإنهاء الوجود الاستعماري على جزء غال من الوطن





هو: جميل ان اعرف منك هذا الجانب
انا : انت لا تعرف شي عني ابدا فانا رغم بساطه تفكيري و تعليمي
الا انيي عشت سنوات الرصاص في بلدي.. و سنوات استعمار
و عبوديه...واتيت الى باريس هنا فقط لابني لي مستقبل مستقل
ليس مستقلا عن بلدي ولكن مستقل عن ما كنت عليه في بلدي ..انت تحتاج سنوات حتى تعرف حقيقتي ..
هو: هل انتي انسانه مغلفه بالغموض
انا : بالتأكيد كل شخص منا يلفه الغموض..
هو: ما رأيك ان نتعشا هنا في منزلك سأعد لك وجبه عشاء لم تذوقي مثلها ابدا
لن تنسيها العمر كله..
نزل جاسم لشراء بعض الحاجيات لاعداد وجبه العشاء
وجهزت انا المكان لاستقبال سهره جميله مع هذا الرجل الغامض
كان رجل مرتب في كل تفاصيله
لا يريدني مساعدته ابدا
يحب ان يقوم بكل شي بنفسه

اعد الطعام
المائده
السهره
الحديث السياسي الدسم كالوجبه التي اعدها
وجلست انا قباله استمع و انصت بكل اهتمام عن افكاره
و رؤيته الوطنيه ..وحماسه كشاب عربي..واعجبت بكلامه كثيرا
حتى اني امنت به ..
هو: اعتذر ان لونت ليلك بلون السياسه
انا: ابدا..بالعكس على الاقل هناك شي يجمعنا رغم اختلافنا
هو: منذ اللحظه الاولى التي رأيتك بها عرفت ان كل شي سيجمعنا ولن نختلف ابدا..
هكذا كان جاسم
كل شي به يدعوني للاعجاب فيه
يدعوني لمعرفته
يجعلني اتعلق به اكثر فاكثر
جاسم رجل المعادلات الصعبه
رجل التناقضات الشرقيه
و مرت الايام
تعارفنا فيها اكثر
تعلقنا ببعض اكثر
احببته مع ادعائه بانه احبني اكثر
كنا نرى بعضنا البعض بشكل يومي ولا نفترق
اصبح جزء من حياتي..واصبحت انا حياته كلها
اخذني من باريس التى لا شي بها
واخذته من اصحابه و اهله ..
عشنا و تعايشنا بشكل يومي
كان انيس ليلي
وحبيب قلبي
و رجل حياتي
اب عندما ينصحني
اخ عندما احتاجه
صديق عندما يسمعني
دكتاتوري عندما يأمرني
غيور عندما اتخطى حدودي
باختصار
استطاع ان يكون لي كل الرجال..

Sunday, January 18, 2009

الجزء الخامس - امرأه من شفشاون



ولان لا أحد بقربي او لي
هنا في باريس
فقد عملت جاهده على جني المال و عدم صرفه

فعملت في احد الفنادق المتواضعه .. على حدود باريس

وعملت نادله بعد الظهر في احد المقاهي

لم تكن احلامي سريعه التحقق ولم تكن علاقاتي مقصوره باحد
ماكنت اريد التعرف على احد ولا اريد احد ان يعرفني او يعرف من انا
كنت اريد الهروب فعلا من نفسي ...

كان مقهى بسيط جدا في احدى طرقات باريس
يعرف جميعنا البعض
وكان زبائننا هم نفسهم من يترددون علينا بالوقت ذاته ويقصدون الطاوله نفسها
اصل الى المقهى في الساعه الرابعه بعد الظهر
البس ملابسي الخاصه
و اقوم باخذ الطلبات من هنا و هناك

ان تكون نادل في مقهى فعليك التحلى بالصبر
الذكاء
مهاره الاصغاء
ولماذا ..؟
لانهم ليسوا بسواح حتى يأتو مرا واحده
هم يأتون كل يوم لشرب القهوه ذاتها
فقط ليكبو عليك بهمومهم و اخبارهم
وعليك ان تسمعهم باهتمام
و تسألهم عن ابنائهم او كلابهم
او تثني على جمالهم

و كذلك عليك المحافظه على اشيائهم و معرفه قيمتها
مثل علبه السجائر
او المعطف
سواء كان من قماش الموهير او الفراء
فيجب عليك ان تحافظ عليه
ما يلفت نظري ان الرجال لا يهتمون لمثل تلك التفاصيل
وانهم يلبسون معاطف تكاد قيمتها ان تكون اغلى من معطف عشر نساء في المقهى
لكنه لا يهمه القيمه
ولا التطرق الى تفاصيل شكلياته

وكنت املئ هذا المقهى بالحب
لانه المكان الوحيد الذي ارتاح فيه
كان عملي في المقهى هو المتنفس الوحيد لي

وكنت لا احب مساء السبت و الاحد
على الرغم من انه يوم راحه
فمساء السبت و يوم الاحد
كان المفترض ان يكون راحه ولكن
كنت اقوم بعمل كميه كبيره من المراوح اليدويه
وذلك ليبعها في المتاجر الصغيره
او بيعها على زبائني في القهوه
المراوح اليدويه على الرغم من بساطتها
و لكنها ذو اهميه بالغه عندهن
فلا تكاد تخلوا اي حقيبه نسائيه من مروحه يدويه
مطرزه بقماش الدانتيل الاسود

الايام تمر بهدوء
و ببطء شديد
اليوم كما الامس
وكلما عصفت بي رياح باريس الخاويه
تهتز اوراق قلبي و تسقط كأوراق خريف
وبات قلبي ميت
فلا وفت باريس في وعدها لي بالسعاده
ولا الايام تغيرت معي

لذا قررت تلبيه دعوة احدى صديقاتي
التي عرضت علي زيارتها في مارسيليا

حتى جاء ذاك اليوم
في محطه القطار
اراقب الماره
محطه القطار محطه سفر للنفس عجيبه
تجلس انت في احدى الزوايا تراقب وحيدا
و تعتقد ان العالم به الكثير مثلك وحيد
ولكن في محطه القطار
تعلم انك انت الوحيد فقط
وليس هناك وحيد غيرك
الكل ابى ان يسافر وحيدا سواك
و الكل يشتبك بيد حبيبه
الا انت وحدك

ترا تلك الحبيبه تودع حبيبها و تبكي على صدره
و حين تلتفت لصدرك تتذكر انه مرت سنين و لم تبكي على صدرك امرأه
و ترىن تلك العاشق المغرم الذي اهدى حبيبته ورود الياسمين
او الاوركيد
و تتذكرين انه لم يستقبلك رجل قط او يودعك حتى بزهره القرنفل


وفي احدى الزوايا انتظر
المطر يزداد
و الرياح بدت شماليه
الكل يسرع
هنا و هناك
احسست بالحاجه الى التدخين
ابحث عن عود ثيقاب
احاول اشعاله و لكن الريح تصارعني
اتجه باتجاه اخر
اصد الهواء من خلفي
ويأبي العود بالاشتعال
حتى تأتيني يده مسعفه بعود ثيقاب
اشعل سجارتي
اشكره
و اعود لاجلس مره اخرى في مكاني
احسست بان هناك شخص يراقبني
التفت نحو مصدر الاحساس
و اذ به يراقبني
ابتسم
يبتسم بارتباك و يغض طرفه عني
هناك شي بلمعان عينيه يعني الكثير لي
اهو صدق ابتسامه عينيه
ام حاجتي لعين تنظر الي
حتى اختزلها في قلبي
لاسترجعها في ليالي الخاليه
ام للتفكر فيها برحلتي المتعبه

وقفت
و اتى الي

حدثته بالفرنسيه سألته : يبدو انك عربي ؟
هو : نعم وانت؟
انا : وانا كذلك ..من المغرب وانت ؟
هو: من الكويت..
انا : لم اعلم ان الكويت بها رجال بهذه الوسامه
قلتها وابتسامتي تفضح اعجابي
هو: ولم اعلم ان هناك مغربيه في فرنسا بهذه العفويه
انا : متجه الى اين؟
هو: ديجون ... وانت .؟؟
انا : مارسيليا ..تعمل ام سائح؟
هو: بل طالب (( قالها و ابتسم))
لم استطع كبت ضحكتي قلت: طالب وانت في هذا العمر؟
هو: نعم طالب دكتوراه ...

و مرت قرابه الساعه على حديثنا
عرفنا خلالها الكثير من التفاصيل عنا

حتى انتبه كل منا لموعد رحلته

استعجلت في حمل حقيبتي
و اخذ اشيائي
و ودعته قائله : شكرا لك جاسم حديثك له نكهه اخرى
شكرا لك لقد لونت يومي
هو : شكرا لتلك السيجارة .. اتمنى ان اراك قريبا
انا : ساحدثك اذا رجعت من رحلتي ... فلاتنسى المرور على القهوه اعدك بكوب
اصنعه لك خصيصا بنفسي ..

ذهب جاسم
وركبت انا قطاري متجهه الى مرسيليا
ذهب جاسم و لم يعلم ان هناك اشياء لها طعم للمره الاولى
للمره الاولى اختار الحديث مع رجل اريد انا محادثته لانه اعجبني
ولاول مرة يحدثني رجل بكل هذا الاحترام رغم رغبتي فيه
لاول مرا ارى الكلام بلغه العيون

اخذت مكاني في القطار
و مشى
و رميت برأسي على النافذه الممطره
كانت بارده
و لكن لم اشعر بها
ايعقل ان هناك رجل من النظره الاولى يشغل القلب هكذا
اهناك رجل من حديث ساعه واحده تحس انك تعرفه من سنين
والاهم من ذلك انك تريد الاستمرار بمعرفه
كانت لنا نفس الرغبه في نفس الوقت
اراد التعرف علي
و اردت التعرف عليه
اذا الحب شي يأتي عندما نريده ان يأتي
ونكون مستعدين له




يتبع

Friday, January 16, 2009

الجزء الرابع - امرأة من شفشاون


لم اكن اعي حقيقه ادماني لاحمد
حتى قرر عمي الرحيل مع ابنائه
حينها حزنت حزنا شديدا و مرضت
لايام و كانت جدتي تستعين بكل الوسائل و الطقوس التي عرفتها

وكل من يأتي لها برأي
قالوا اني ممسوسه
وقالي ان بي جن اشرار

واتوا بكل شي مبرك من بلاد المغرب
وذبحوا الابل
و غسلوني بالدماء
ولم تنشلني طقوسهم من حزني لفراق احمد

الفراق لا نعرف مدى وجعه الا عندما تطول المدد و المسافات
غبي من اعتقد ان مع الايام ننسى
اننا نتناسى و نتعايش ولكن لا ننسى

كبرت جدتي كثيرا
و اعياها المرض حتى الوفاه
ولم يبقى لي سوا الاصدقاء
بعد رحيل عمي و جدتي

في حينها لم اكن اعلم ان جدتي
وصت علي احدى قريباتها
التي قامت بدورها ببيعي
لاحد الاسر

لم ولن انسى ذلك اليوم ابدا ما حييت
يوم خروجي من سيدي قاسم
و ذهابي لقصر سيدي علي
كنت لم اتعدى الثالثه عشر
وكنا نسمع عن اخبار انقلاب فاشله
قام بها الجنرال احمد اوفقير ..

ودخلت بعدها القصر
يتكون القصر من بوابه حديديه ضخمه جدا
او كانت كذلك حسب ذاكرتي
وبستان كبير
يملئه شجر البرتقال و الليمون
على يدي اليمنى كانت اشجار البرتقال منظمه بطريقه هندسيه
و على يدي اليسرى ممر يوجهك الى ملاحق القصر
من غرف صغيره نسكنها نحن من نتبع القصر
و المطبخ
و مكان تحضير وتجهيز زهور القصر

لم يكن المكان كبيتنا في سيدي قاسم
لم يكن بسيط
ولم يكن ابدا يشعرك بانه منزل
هناك بيوت صغيره ندخلها نحس بألفه كبيره
وهناك قصور ندخلها لا نشعر الا بالوحشه
فقط تلك الوحشه التي تملأ المكان

تعرفت بعدها على عائله سيدي علي
المكونه من سيدي علي
و ابنته عاليا
و ستي اميره
وابنيهما حسن ومحمد
سيدي علي له ام عجوز لا تخرج من غرفتها ابدا
في البدايه كنت اخدمها

ولكن عندما اخضر عودي طلب مني حسن ان اخدم في المطبخ فقط
حتى يبعدني عن انظار ابناء عمومته و اخوه

فكنت اقوم باعمال التجهيز في المطبخ نهارا
وانتقل بعدها لغرفته ليلا ...
كنت لا ابيت عنده ابدا
فقط اقوم بعملي كانثى يفرغ سيدي بامر منه فحولته
و اذهب مسرعه لاغتسل و انام

لم يكن لي امر على جسدي ابدا
فجسدي ملك لهم
وهكذا بقى جسدي
لي في الاسم و لهم تحت الطلب متى ما ارادوني

وفي ليله العيد كنا نحضر حلوى العيد
من العجين
و نغنى اغاني العيد
و نغنى الاغاني الوطنيه اكثر
و ساعدني حينها صوتي الشجي في الغناء الوطني
كنا وطنين دون ان نشعر
بلادنا مستعمره من الفرنسين على الرغم من اعلان الاستقلال شكليا
و الجزائر تحاربنا على الصحراء من الناحيه اخرى

وانا الحره بنت الاحرار
اصبحت عبده فقط لاني يتيمه
و فقيره و الكل تبرأ مني

المكسي ما دري بالحافي والزاهي يضحك على الهموم
اللي نايم على الفرش دافئ والعريان كيف يجيه النوم

في اول يوم العيد كان سيدي علي يحتفل
مع اصحابه و اسرهم بالعيد
وكنت اغني لهم
كان حسن ماهر جدا بالعود
ترنيماته بالعود تصل للقلب
فهو يعرف كيف يصل لاي مكان يريده
ليس فقط بعوده
ولكن باي شي يملكه

كنت اغني سكن الليل لام كلثوم

سكن الليل والامانى عذاب
وحنينى الى الحبيب عذاب
كلما داعب الكرى جفن عينى
هزنى الشوق واضنانى الغياب
يا حبيبى هواك اضنى فؤادى
وكأن الجوى بجسمى حراب

كانت ليله العيد
وكانت هي ليله خلاصي من هذا القصر

حين كنت اشدوا بوصلات لستي ام كلثوم
اعجبت بي احدائهن
و ساومت بي سيدي علي
واخذتني عندها
امتهنت الطرب و مجالسه الفرنسين و كبار الرجال
وانا في السادسه عشر من عمري

فهمت حينها ان الرجال مهما كبروا او صغروا لا يعدون اعمارهم عند المرأه
وانهم مهما اختلفت طبقاتهم او مستواهم التعليمي او الثقافي فانهم لا ينظرون لمستوى المرأه
بمفهوم الرجال الذكوري الراقصه هي ملكه اذا عرفت كيف تتمايل بخصرها
و تأسر قلوبهم
وبمفهوم الرجال الذكوري لا يوجد هناك امرأه جميله او قبيحه
ولكن هناك امرأه تتقن دور الانثى و اخرى لا تعرف ما يريد منها
و بمفهوم الرجال الذكوري كلنا سواء في الجنس و اللون حتى نثبت قدرتنا لارضاء رجولتهم
تجلس المرأه ساعات للتزين حتى تسمع كلمه اطراء واحده فتنأسر العمر كله له فقط مقابل تلك الكلمه
ويجهد الرجل نفسه دقيقتان حتى يأسرها و يحصل على مايرد

وملكت نفسي و صرت سيده نفسي ولا احد يستطيع شرائي او بيعي وانا في السابعه عشر
حينها كنت املك نفسي بمفهوم الجمال فقط
و مفهوم العرض و الطلب
ومع تردى الاوضاع السياسه
ساعد ادخاري لمبلغ من المال و المجوهرات
ان اطلب من احدى الفرنسين مساعدتي للانتقال الى باريس
او الهرب لا يفرق معي المعنى
فالمهم الوصول

باريس
وانا

لم اكن اعلم ابدا ما هي باريس
او فرنسا
فقط اسمع عنها عندهم
ولم احلم يوم باني استطيع الوصول اليها
فقط اردت ان اهرب بذاتي
بنفسي
ان ألد انا نفسي من جديد
بدل الطفله التي ولدتها امي وكان لهم مصريها
فولدت انا نفسي هنا
حتى أفلت من احساسي بالسجن وانا حره
كنت مسجونه برغاباتهم
بيدهم
بقبلاتهم
بشحناتهم
تعبت لعبه الجسد
تعبت ان لا يكون لي قرار على نفسي
باريس

كنت اعيش فيها وكأنني بطله تصور فيلم سينمائي
اتخيل ان آلاف العيون تراني عبر شاشاتها
والمخرج امامي

باريس
يا حلم كل امرأه عربيه
يا حلم نساء الدنيا

يتبع


Sunday, January 11, 2009

الجزء الثالث - امرأه من شفشاون


وبعد اربع سنوات
قررت ام اسماعيل الذهاب لاداء فريضه الحج
وقبل سفرها للحجاز
آثرت المرور على شفشاون لتوديع ابنها اسماعيل
و تقصي اخر اخباره
و عند وصول ام اسماعيل ..سألت في ساحه وطاء الحمام عن ابنها
ودلها احد الباعه على منزل ام البنين للتقصي عن اخبار ابنها اسماعيل
وفي طريقها لبيت ام البنين ..شدها المنظر الجميل للمدينه
والبيوت المطليه باللونين
و انتعاش الهواء و ألوان السماء
تحدث نفسها ام اسماعيل قائله
لم اعلم يوم بان ابني سكن الجنه الا عندما رأيت شفشاون
البيوت كما القصور
تخبأ الكثير من الاسرار عبر طرقاتها و عروجها
الناس وكأنك تعرفهم من قبل
اهي نداوه البحر المطل
ام ألفه اهل المناطق البحريه
وهكذا تحدث نفسها الى ان وصلت لبيت ام البنين ..
واخذت تسأل عن ابنها
وصعقت بانه ترك المدينه و غادر
و عزت الجارات بموت عيشه
فاخذت تبكي عليها و تذكر محاسنها .
. و تذكر انها ما رأت اصفى من قلبها
وأخبرتها ام البنين ان لها حفيده كما الدره
و الجوهره في حسنها و جمالها ..
طفله تبلغ الاربع سنين من عمرها ..
وما ان سمعت الخبر ام اسماعيل
حتى ثارت بها الدنيا
كيف لابنه من بنات سيدي قاسم ان تتربى في الدير
ولاتجد احد ينفق عليها
كيف لحفيدتها تطعن برائتها برميها كاللقيطه
ولما لم يخبرها احد
وطلبت من ام البنين ان تدلها على الدير
وذهبتا كل منهم الى مريم
وما ان رأت مريم ام البنين ..حتى رمت بجسدها عليها
مريم : امي امي امي زينب وصلت
اخذتها ام البنين بحضنها و دست الحلوى بيدها
و قالت لها : سلمي على جدتك يا مريم قبلي يديها
تلتصق مريم بام البنين معلنه رفضها للتعرف على الجده الجديده

ام اسماعيل تبكي و تنزل على ركبتها حتى تتأمل حفيدتها
و تسأل ام البنين : هي تقول لك امي
ام البنين : نعم فمريم لم تعرف اما غيري آتي انا و ابا اسماعيل
اسبوعيا لاخذ مريم لقضاء يوم كامل معنا في البيت
فهي لم تعرف احد غيري انا و ابنائي
وبعدها خرجت مريم من الدير
و سكنت عند ام البنين لحين عوده الجده من الحجاز
وانتقلت مريم من شفشاون و ازقتها الى منطقه قريبه من
مكناس تدعى سيدي قاسم
سكانها من الحضر و البربر..
واغلبهم ريفيون
تسكن الجده ببيت العائله ..
بيت ذو الطراز المغربي
والمشربيات الخشبيه التى تسمح بمرور بعض من اشعه الشمس
من خلال ثقوبها
بيت ذو طراز عربي تقليدي
الغرف تطل على بعضها
ويتوسط البيت نافورة المياه المنقوشه
بالفسيفساء
و احواض زهر الياسمين حول نافورة المياه
يجتمع النسوة ليلا للسمر و الغناء و اداء صلوات وابتهالات صوفيه
كانت الجده تمتهن التطريز
بجميع انواعه
تطريز الملابس القطنيه
وتطريز المفارش و كانت تذهب للقصور
لاعطاء وتعليم البنات التطريز
كان يبدأ يومها بعد صلاه الفجر
تقوم باعمال التطريز
واستقبال زبوناتها لحين موعد خروجها من المنزل
بعد صلاه العصر للذهاب لاحد قصور المدينه
او المدن المجاورة لها
وكانت مريم تذهب مع جدتها
فمريم زارت بيوت المنطقه كلها
وعرفتهم و تعرفت عليهم
الكل بدا مبهور بتلك الطفله الجميله
كيف لطفله لم تبلغ الخمس سنوات تتكلم الاسبانيه و الايطاليه
وكان لمريم ابن عم هو اكثر شخص تعلقت به
لطيبته و حبه الواضح لها
أحمد
هو من عوضها حنان الوالدين و هو من كان يمضي اليوم معها
على الرغم من انه يكبرها ب8 سنوات
كان دائم اللعب معها و كان يعلمها الكتابه
والقراءه و علوم الحساب وكانت لا تتكلم الا مع احمد
ولا تبكي الا عند احمد
فكان أحمد هو الدنيا الوحيده والاولى التي دخلتها مريم
دخلت المدرسه على يد احمد
و ذهبت لها مع احمد
وكبرت و هي بحضن احمد
كانت العابها لا تتعدى العرائس
و اعداد الفساتين لتلك العرئس
ومرت السنون الا ان اصبحت في التاسعه من عمرها
وكعادتها ببراءه الاطفال
تتسلل ليلا لغرفه احمد حتى تنام الليل عنده
ورغم توبيخ الاهل لاحمد و توصيات الجده لها بانها كبرت
ولا يسمح لها بالمبيت عنده
ولكن ببراءه الاطفال ترفض و بشده
يومها غفيت عند احمد كان الليل شديد في عتمته
ولا نسمع الا اصوات نباح الكلاب خلف اسوار منزلنا

أفقت فجأة على حركات غريبة
،رفعت رأسي ونظرت في وجه
، كانت عيناه تلمعان لمعاناً غريباً.
ضمني إليه وأخذ يتحسسني
. تمادى أكثر.
تطلعت إليه متعجبه
، ظل على هذه الحال دقائق معدودة،
أخذت ساقاه ترتجفان
، تراخت بعدها قواه،
أحسست بسائل دافئ يبلل ثوبي،
قلت له ببراءة:

لقد تبولت على نفسك يا احمد
. لو رأتك جدتي لوبختك
. تحذرني دائماً من التبول ليلاً في سريري
. تقول إنني كبرت على هذه الفعلة!!

إياك أن تخبري أمك عن "لعبتنا"،
فهي لا تحبها. وإذا عرفت فستطردني من البيت ولن تريني مرة أخرى

رددت يومها عليه ببراءة:

- لا، لن أخبرها، فأنا أحب اللعب معك.

كنت أحس عندما لا أراه بأنني تائهة، وثمة شيء مجهول ينقصني. وأظل أبحث عنه في أرجاء البيت ولا أهدأ حتى تقع عيناي عليه، فيحملني على كتفه، ثم يصحبني إلى غرفته ليلعب معي لعبتي المفضلة. لحظتها تعلو رنات ضحكاتي في فضاء المكان. لم أكن أدرك أن طفولتي غدت مخدوشة، وأن براءتي قد انتهكها احمد بشبابه الفائر!!

أخبرني بعد سنوات من علاقتنا، أنه أحبني منذ كنت طفلة يلاعبها في الحديقة، وعشقني طوال سنوات عمره الفتي وليالي حرمانه الطويلة، واعترف لي بأنه في ذلك اليوم الذي فجّر فيه فحولته المكبوتة معي لأول مرة، عاد إلى غرفته يبكي. أحس بوخز الضمير
يتبع

Wednesday, January 07, 2009

الجزء الثاني -امرأه من شفشاون


وبعد موت عيشه
تتشارك جاراتها في الاعتناء بمولودتها الجديده
مختارين لها اسم مريم ..

مريم هي تلك الذكرى المتبقيه لهن من اشراقه عيشه
فلها نفس العينين و المبسم ذاته

كل واحدة منهن تأخذ مريم في حجرها ممارسين دور الام لها
معتقدين انهن يعوضنها عن عيشه

هن لا يعلمن مصيرها ..مشفقين عليها معزين انفسهن بكلام الصبر
فهن لا يعلمن ان هناك معادله في الحياه
كلما زادت شفقه الناس على شخص ما رفعه الله بقدر شفقتهم

و حين يأتي المساء ..يتحيرن الجارات بميت مريم هذه الليله عند من ؟

وتكفلتها في اول الليالي ام البنين .. لها 6 من البنين فلقبت بام البنين ..
ترعاها وكأنها لم يسبق لها بحمل طفل من قبل في يدها

كانت تغدق عليها من الحنان وكأنها تريد بذلك منحها رصيد من الحب
يكفيها سنين العجاف القادمه

ام البنين : اسكنك الله الجنه يا عيشه ليتك تشمي معي مريم فزكى جلدها
يفوق الست من بنيني ..

والله يا مريم ما بودي ان اترك احد يكفلك غيري ولكني ماعدت استطيع تحمل نفقه ابنائي

تحدث ام البنين الطفله و كأنها تفقه شي!
وبعد مرور اسبوعين

تتشاور الجارات في من يتبنى تلك الصغيره مريم

تاره يختارون احدى الجارات حديثه الولاده حتى ترضعها وتربيها مع ابنائها كأخت لهم

و تاره يختارون عرضها للتنبى على احد الاسر الاجنيه بطنجه
ولكن يخافون فيما لو عرضوها للتبي ويعود اباها بحثا عنها

فأجمعن على تركها تتربى امام اعينهن في احد الدير التابعه
لاحدى كنائس مدينه تقع على اطراف تطوان بالقرب من شفشاون يتروكنها أول السنين
حتى تكبر قليلا و عندها يخرجوها حتى لا يضيعوا دينها ..

تجلس ام البنين تبتهل الله بصلوات و مقامات صوفيه
طوال الليل حتى بزوغ فجر طال انتظاره
فجر الذهاب بمريم
وايداعها في الدير
و قلبها ممزق على تلك الطفله
ام البنين تهمس لزوجها بانها ذاهبه دون علم احد لارسال مريم
حتى لا يأتي ليبكي او يودع تلك الصغيره احد فماعاد قلبها يتحمل ذلك
لانها تعلقت بمريم

و تخرج ام البنين ماشيه بين ازقه شفشاون الخلفيه
و تمر عبر الطرقات المتعرجه
البيوت البيضاء بصبغه زرقاء
وانعكاساء سماء صافيه و
نسيم صباح يهب على مريم بمهدها

وتودعها هناك
تعطيها قبله الوداع وتحدثها بالسماح لها بانها تركتها هنا بقلب منفطر

ام البنين : ايه يا مريم يابنت عيشه

مثلت روحي مثل الحمام مبني على صهد ناره
من فوق ما باين دخان ومن تحت طاب أحجاره


وتعود ادراجها ام البنين ..
وفي اخر النهار عند منبع راس الماء
تخبر جارتها بانها اودعت مريم هناك
وعلى من سيذهب باي مرسال لسيدي قاسم
يبلغ والده اسماعيل بان لها حفيده بشفشاون
اسمها مريم

وبعد مرور 4 سنوات

يتبع

الجزء الاول - امرأه من شفشاون-





نعنع ؟
نعنع .؟
عيشه : سيدي اتريد نعنع؟
هو: لا شكرا

نعنع
نعنع
عيشه : سيدي اتريد نعنع ؟
هو : لا شكرا
هي : سيدي استحلفك بالله تاخذ مني اخر رزمات النعنع
اريد ان اعود بيتي

هو : حسنا ..

هكذا هي عيشه بائعه النعنع في ساحه وطاء الحمام في شاون
تقضي نهارها ببيع النعنع و تعود اخر النهار لبيتها لاستقبال زوجها

وكعادتها بطريق العوده
تدندن


ياشاون يا نواره
يا حميمه يا المناره
سيدي مولاي على بن راشد
اول حب انا عشتوا بالحاره
هديك الحاره الي كلها ملاح
ياشيف شاون يانواره


تختلس عيشه النظر على اسماعيل بينما هو يعتقد انها تعد العشاء غير مدركه
الاضطراب الواضح عليه ..

هو: عيشه اريدك
هي : سآتي حال انتهائي من اعداد العشاء
هو: اريدك الآن ..اجلسي
تضع عيشه المنشفه جانبا و تجلس مرتكزه بنظرها على اسماعيل
هي تعي تماما ان هناك امر لا يحتمل التأجيل
فليس من عادته الاضطراب هكذا

ولأن المرأه هي فقط من تمتهن الكلمات عند لحظات البوح

فهمت عيشه من نظرات زوجها ما يريد

هي : استحلفك بالله لا تنطقها !
هو: يرمي بنظره على زاويه من البيت و يتفنن تشويش التركيز
هي : تصرخ في وجهه .. لا لا لأ لن اتركك تهرب و تغادر
لن اتركك ترحل مثلما رحل ابي و زوج خالتي

لن تهرب و تتركني ..لمستقبل اجهل ما فيه لانك فقط تريد الهروب الى اسبانيا او فرنسا ولأنك ستهرب متسللا ولا اعرف مصيرك ولا مصيري بعدك

هو: اسمعيني يا عيشه انا رجل اخذت قراري سأغادر غدا او بعد غد الى اين؟
لا اعلم حتى الان سأعرف في حينها ولكن اريدك ان تعرفي و تتيقني حق اليقين
انني لن اخذلك مثلما خذلك والدك ولن اتركك وانت حبلى هكذا فقط للهروب من المسؤليه ..
انا رجل يأس من مصيره هنا
سأذهب ابني مستقبل طفلي الذي ببطنك
سأذهب احفر الدنيا لاشق مستقبل طفلنا
وسأجني الكثير من المال
ولن تبيع النعنع بعدها

هي : انا عندي يقين بشي واحد فقط انني لن اراك بعد اليوم
وان اليقين الحقيقي ان لايكون عندي يقين برجل ابدا


بكت عيشه اسماعيل الليل كله
ولم تكتفي ببكاء ليله
فقد بكته اشهر



بانت بشائر الطلق على عيشه
فضربت الدفوف
و اشعلت الشموع
و تعطرت الحاره بالبخور و القرنفل
اصوات النساء تعلو
عيشه تلد
عيشه تلد
وكانت عيشه كلما اشتد الالم بها صرخت
تنادي زوجها اسماعيل الذي غاب عنها
و ظلت تصرخ باسمه وتبكي
حتى واراها الثرى
مخلفه ورائها ابنه
تصرخ للدنيا معلنه حضورها
و تصرخ الجارات و يعلو نحيبهم لموت عيشه

ومازال حسها يهمس بمسامعهن كلما دخلت الحاره وهي تترنم باغنيه شيف شاون


يتبع










Monday, January 05, 2009

امرأه من شفشاون



أكل ما يعنيك ثغري؟
كل ما تريد مني طرفي؟
اتغنج بين يديك لارتوي الحب و اسقيك
حتى اتظلل بين عرش رجولتك
تحنو علي يوم
و تقسو يوم اخر
فلا يهم
كل ما يهم هو
حبي وحبك


نتقاسم ليل الهوى
نطرب وننطرب
اغني لك الدنيا
وتشدني نحوك الايام
اكون لك ليلى لتكون انت قيسي




من انا؟؟


امرأه من شيفشاون
ومن لا يعرف شيفشاون
هي اجمل مرتفع في المغرب


يتيمه الاب و الام
تربيت في دير الكنائس وانا مسلمه
اخرجوني من الدير
ليبيعونوا للبغاء
فقدت عذريتي وانا في التاسع من عمري
اخذت من بيع الهوى مهنة لي وانا في الرابع عشر
تزوجت في الست و عشرون
وانجبت البنين و البنات
وها انا اليوم هنا بينكم بماضي لا يعرفه الا الماضي نفسه
انا الان
امرأه
سيده مجتمع
سيده قصر
سيده نفسي

فهل انتم مستعدون للسفر معي الى دهاليز جبال المغرب
جبال شيفشاون
لمعرفه سري
ومن أكون؟

قريبا قصه امرأه من شفشاون

Sunday, January 04, 2009

فيني هذره هروب من العمل

هالووووو ربعي اشلونكم ويا البرد
على فكره ترا ما احب البرد الوايد يكسرني
يعني درجه الحراره 12 زين
بس 4 و 3 ماحب
المهم بماااااا اني من اكشششششخ بنات الكويت و اكثرهم استايلاااااا طبعا
سواء في البيت او خارج البيت فادى ذلك الى اني لبسسسسسست الكبت
اصلا بغيت اصورلكم اشياااااااااااااء قاتله بس خفت على الذوق العام
الله يخليكم لا احد يعلق على الدراعه العجيبه لانها من شبربووووش
هذي دراعتي لها قصه طويله عريضه
في اخر مرا كنت بلندن
شريت شغله وايد سخيفه و غاليه
و احتريت ليش يوم رحت الاوت ليت لقيتها بربع السعر المهم
قلت بصير فطيييييينه
و بكاسر في شبربوش
وعاد هذي الدراعه عجبتني
شغل الي فيها قلبه بودانتيل و شريطه
قلت له هااااا رفيق هاو ماتش ؟
رد علي 10 باوند
وييييييييي وقفت ابلعومه اشدعوة
و هووووووشه و احنا طول عمرنا ناخذ منك و انا جذابه لاني اول مرا ادش شبربوش
بسسسسسسسس الفت عليه 60 فيلم
المهم عطاني اياها ب 8 باوند
و تنيحست عصبت خذيت وحده يوم رديت البيت و لبستها
الا اتيييييييين زبده ذايبه
من يومها و انا ما قطيتهااااااا
معجعجه فيها ليل و نهار
ياكرهي مرات اقط على شغلات سخيفه
معاش كامل و اتنيحس على شغلااات رخيصه و تونس
و احتاجها
يعني يوم تعاندت ويا هالهندي كلش ماكان عندي سالفه
بس اشرايكم فيهااا ستايل ترا
ادري ادري
انااااا وايد اغري
ماشاء الله علي
درااااااعه لووووووون و دلاقات لوووووووون
و الرووووووب البرتقالي
ماشفتووووو الكشه بس
على طاري الكشه
قمت يوم اليمعه و كشتي تخرع
مو شي يديد كالعاده
بس الحماااااااااااااااااااااااااااااااااااااار اخوي اقوله بقص شعري يقولي
اشدعوة حصه اللوغاني !!
ترا من صجي غرت
*********
تعالوووو هم فيني هذره ما خلصت
بما اني وايد احب سايت طلبااات
و 24 ساعه اطلب منهم
ترا الي كانو اصحاب سايت طلبات ربعي في مصر
المهم
اناااااااا من اول الناس الي عشتووووووو دابله جبدهم
عاد الحين حدي استانست لانه صار في خدمه كي نت وايد ابرك
اناااا كلا ماعندي كاش
فالحين افتكيت
اطلب كل شي بالكي نت
بس هم ترا مو كل المطاعم
**********
في الفتره الي فاتت
كنت عايشه دور العاشقه الولهانه
كنت 24 ساعه مجابله بلوق فلانه
واي تكفون اقروها
مو طبيعيه
القصه هذي بالذات خياليه
قريتلها قصه ثانيه جوهره و مبارك
مدري شنو
ما يازتلي
بسسسسس هذي شي خيال
خلتني 24 ساعه بس اتخييييل
والله يسامحها خلتني ادمن
افتر ايت موكاا
اقروا القصه انصحكم
و روحوا حبو مثل البطله
انزين بس خلاص بروح اكمل شغل
باااااااي

Friday, January 02, 2009

tell me what is a normal ????


تحديث في الاسفل

العلاقات البشريه في هذه الايام اصبحت صعبه جدا
نعيش مع اناس لا نعرف
حقيقتهم الا بعد فتره كبيره
استهلكنا فيها الكثير من عواطفنا و مشاعرنا و استنزفنا طاقات
ومحاصيل ثقافات هدرت عليهم
لنعلم فقط حقيقتهم!
قبل فتره شهر
سأمت كثيرا من حوارات صديقاتي التي اغلبها عن مشاكل زوجيه
ومشاكل عمل
ومشاكل اهل و مشاكل صديقات
اخذت كتابي و هو الصديق المخلص لي في الفتره السابقه
هو وقهوتي و مقهى بعيد لا يعرفه الا قليل من الماره
وجلست اسأل نفسي
واحدثها
استحلفها ان تعتصر كل قصه و حدث مرا عليها لتفسر لي كلمه واحده
A normal?
الا يوجد هناك علاقه طبيعيه؟
الا يوجد هناك عمل طبيعي
لماذا نحن في زمن لاشي به طبيعي
الكوارث من حولنا
مشاكل البشر
علاقتنا
و سأقف هنا كثيرا
نعم علاقتنا
ازواجنا
زوجاتنا
اصحابنا
لماذا كل شي اصبح ليس طبيعي
لماذا من نعتقد انهم طبيعين اليوم
يأتي لنا الغد بخبر يغير نظرتنا لهم؟
اشتقت لرؤيه حياه طبيعيه
بعيده عن الكذب و الخداع
بعيده عن استنزاف طاقات قاتله للتبرير
بعيده جدا عن المكر
اشتقت بان لا اصحوا يوما و يأتيني خبر كذبه جديده منك
اشتقت ان اكون مغفله خير من ان اعي حقيقه اغتيالي



something for me :


if u lose hope, somehow u lose the vitality that keeps
life moving ,u lose the courage to be that qaulity
that helps u go on in spite of it all ,And so today i still have dream




for her :
hope is both the earliest and the most indispensable virtue inhernt in being alive , if life is to be sustained hope must remain , even where confidence is wounded ,trust impaired.




for him
I never wonder to see men wicked, but I often wonder to see them not ashamed.

ابارك حق واحد من اخواني البلوقر
كان عرسه امس
يقولون حدك كنت زووووووووووقه
الف مبروك

Thursday, January 01, 2009

the new me


هالو ربعي
هابي نيو يير
ها بشرووني اشسويتاو امس ؟
انا عن نفسي حدي استمتعت امس في بيت صديقتي
عباره عن يمعه كويتيه بحته
بجميع اشكالها و الوانها ولكن قصينا على نفسنا و قلنا بارتي راس السنه
ههههههههه كانت حفله اتينن بدعنا فيها ويا اغاني القصار و فيصل السعد
قبل الساعه 12 بجم دقيقه
اتخذنا انا ورفيجتي خوش سوفا و تبطحنا فيهاا
الكل قال هابي نيويير
جان تقولي فطوم
يلا وين تشوفين نفسج بعد سنه؟
عدلت قعدتي
ممممممممم
ممممممممم
بيني و بينكم عصرت مخي
بس الي عرفته ان كلش ما اشوف نفسي في شي
او مكان معين
اختصرت رفيجتي الطريج و رفعت نفسها معلنه كلمتها الاسطوريه
I CAN SEE NOTHING !
مت ضحك و قلت لها ابيه انا بعد بالمرا
كلش
المهم دشيت البلوقات قلت يلا فطيم شوفاي ربعج شنو كاتبين
اتمخطر من بلوق لي بلوق
امه محمد كلكم كاتبين عن ويش ليست طويله عريضه
علامي انا !
فاننا اعلنت و قررت في سنه 2009
ان ماعندي اهداف
ولا اي طموح فيها
ولا ابي منها شي
وتوقعاتي صفر في 2009

كل مرا اشر على حبل الاماني غسيل سنه كامله من الامنيات
لا حصلت على شي ابيه
وكل الي عندي ماكنت ابيه
معني احمد ربي من اقصى قلبي عليه
لذا قررت الاتي
سأترك هالسنه بدون اي امنيات
بدون رغبات
بدون توقعات
بدون اي شي
اتركها لقدر الله